ج14 - آداب السفر
المقدمة الثانية
وفيه فصول :
فصل
روى الصدوق (عطر الله مرقده) في الفقيه عن عمرو بن ابى
المقدام عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (1) قال «في حكمة
آل داود (ع) ان على العاقل ان لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد أو مرمة
لمعاش أو لذة في غير محرم».
وروى في الفقيه في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلى عليهالسلام بإسناده عن
حماد بن عمرو وانس بن محمد عن أبيه جميعا عن الصادق عن آبائه (عليهمالسلام) عنه صلىاللهعليهوآله (2) قال : «يا علي
لا ينبغي للعاقل ان يكون ظاعنا إلا في ثلاث : مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو لذة في
غير محرم. الى ان قال : يا علي سر سنتين بر والديك ، سر سنة صل رحمك ، سر ميلا عد
مريضا ، سر ميلين شيع جنازة ، سر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخا في
الله ، سر خمسة أميال أجب الملهوف ، سر ستة أميال انصر المظلوم ، وعليك بالاستغفار».
وروى فيه أيضا بإسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن
آبائه (عليهمالسلام) (3) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله سافروا تصحوا
وجاهدوا تغنموا وحجوا تستغنوا».
__________________
(1 و 2) الوسائل الباب 1 من آداب
السفر.
(3) الوسائل الباب 2 من آداب السفر.
فصل
في ما يستحب لاختيار السفر من أيام الأسبوع
ومنها ـ السبت لما رواه الصدوق (عطر الله مرقده) في كتاب
الخصال بسنده عن حفص بن غياث عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (1) قال : «من كان
مسافرا فليسافر يوم السبت فلو ان حجرا زال عن جبل يوم السبت لرده الله تعالى الى
مكانه ،. ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان
الله فيه الحديد لداود عليهالسلام».
وما رواه في كتاب العيون بأسانيد ثلاثة عن الرضا عن
آبائه (عليهمالسلام) (2) قال : «قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله اللهم بارك
لأمتي في بكورها يوم سبتها وخميسها».
وما رواه في كتاب المكارم (3) عن ابى عبد
الله (عليهالسلام) قال : «لا
تخرج يوم الجمعة في حاجة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك».
وما رواه في الخصال في الصحيح عن أبي أيوب الخزاز (4) قال : «سألت
__________________
(1) الوسائل الباب 3 و 4 من آداب
السفر عن الفقيه والخصال وغيرهما.
(2) مستدرك الوسائل الباب 3 من آداب
السفر ، وفي الوسائل الباب 7 من آداب السفر عن الخصال ، ونقله عن العيون بلفظ «بورك
لأمتي ...» وفي الباب 3 منه عن الفقيه عن النبي صلىاللهعليهوآله مرسلا.
(3) ص 276 ونقله في الوسائل الباب 3
من آداب السفر عن الفقيه.
(4) الوسائل الباب 3 من آداب السفر عن
الفقيه والخصال.
أبا عبد الله (عليهالسلام) عن قول الله (عزوجل)
(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) (1) قال : الصلاة
يوم الجمعة والانتشار يوم السبت».
ومثله في كتاب المحاسن عنه عليهالسلام (2) وزاد فيه : «السبت
لنا والأحد لبني أمية».
ومنها ـ يوم الثلاثاء لما تقدم في حديث حفص بن غياث.
ومثله ـ ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره (3) قال : «قال
الصادق عليهالسلام اطلبوا
الحوائج يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليهالسلام».
وما رواه الصدوق في كتاب الخصال في الصحيح عن علي بن
جعفر (4) قال : «جاء
رجل الى أخي موسى بن جعفر عليهالسلام فقال له جعلت
فداك اني أريد الخروج فادع لي فقال ومتى تخرج؟ قال يوم الاثنين. فقال له ولم تخرج
يوم الاثنين؟ قال اطلب فيه البركة لأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ولد يوم
الاثنين (5) فقال كذبوا
ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الجمعة ،
وما من يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين يوم مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله وانقطع فيه
وحي السماء وظلمنا فيه حقنا ، ألا أدلك على يوم سهل ألان الله لداود (عليهالسلام) فيه الحديد؟
فقال الرجل بلى جعلت فداك. فقال اخرج يوم الثلاثاء».
__________________
(1) سورة الجمعة الآية 10.
(2) الوسائل الباب 3 من آداب السفر.
(3 و 4) الوسائل الباب 4 من آداب
السفر.
(5) تاريخ الطبري ج 2 ص 203 الطبع
الأول والإمتاع للمقريزي ج 1 ص 3 وأسد الغابة ج 1 ص 14 والبداية لابن كثير ج 1 ص
260 وسائر كتب التاريخ ، وصحيح مسلم وسنن البيهقي باب صوم الاثنين.
وما رواه البرقي في كتاب المحاسن عن عثمان بن عيسى عن
أبي أيوب الخزاز (1) قال : «أردنا
أن نخرج فجئنا نسلم على ابي عبد الله (عليهالسلام) فقال كأنكم
طلبتم بركة يوم الاثنين ، فقلنا نعم قال واي يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين يوم
فقدنا فيه نبينا صلىاللهعليهوآله وارتفع فيه
الوحي عنا لا تخرجوا واخرجوا يوم الثلاثاء».
ورواه في الفقيه بإسناده عن الخزاز مثله (2) وفي الكافي
مثله (3).
ومنها ـ يوم الخميس لما تقدم في حديث العيون عن الرضا (عليهالسلام)
وما رواه البرقي في كتاب المحاسن عن محمد بن ابى الكرام (4) قال : «تهيأت
للخروج الى العراق فأتيت أبا عبد الله (عليهالسلام) لا سلم عليه
وأودعه فقال اين تريد؟ قلت أريد الخروج الى العراق فقال لي في هذا اليوم؟ ـ وكان
يوم الاثنين ـ فقلت ان هذا اليوم يقول الناس انه يوم مبارك فيه ولد النبي صلىاللهعليهوآله (5) فقال والله ما
يعلمون اي يوم ولد فيه النبي صلىاللهعليهوآله انه ليوم مشوم
فيه قبض النبي صلىاللهعليهوآله وانقطع الوحي
ولكن أحب لك ان تخرج يوم الخميس وهو اليوم الذي كان يخرج فيه إذا غزا».
وما رواه في كتاب قرب الاسناد عن الحسن بن ظريف عن
الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه (عليهماالسلام) (6) قال : «كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يسافر يوم
الاثنين والخميس ويعقد فيهما الألوية».
ومنه أيضا بالإسناد المذكور (7) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الخميس
يوم يحبه الله ورسوله ، وفيه ألان الله الحديد لداود عليهالسلام».
وقال (8) : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله اللهم بارك
لأمتي في بكورها واجعله يوم الخميس».
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 4 من آداب
السفر.
(4 و 6 و 7 و 8) الوسائل الباب 7 من
آداب السفر.
(5) التعليقة 5 ص 27.
أقول : قد تقدم ان اليوم الذي لأن الله فيه الحديد إنما
هو يوم الثلاثاء ويمكن حمل هذا الخبر على التقية (1) لأن رواته من
العامة ، أو يقال انه وقع فيهما. والأول أقرب.
وما رواه في كتاب العيون بأسانيد ثلاثة عن الرضا عن
آبائه (عليهمالسلام) (2) قال : «كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يسافر يوم
الخميس ويقول فيه ترفع الأعمال الى الله (عزوجل) وتعقد فيه الألوية».
وما في صحيفة الرضا عن آبائه (عليهمالسلام) (3) قال : «كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله يسافر يوم
الاثنين والخميس ويقول فيهما ترفع الأعمال الى الله (عزوجل) وتعقد فيهما الألوية».
وإذا عرفت ذلك فاعلم ان الاخبار قد اختلفت في يوم
الاثنين وأكثرها من ما ذكرناه وما لم نذكره يدل على المنع من السفر فيه ، والظاهر
حمل ما دل على الأمر بالسفر فيه على التقية (4) ويفهم من بعض الاخبار جواز السفر فيه
لمن قرأ في صبحه سورة «هل اتى» كما رواه الشيخ أبو على الحسن ابن الشيخ الطوسي في
كتاب المجالس بسنده عن علي بن عمر العطار (5) قال : «دخلت على ابى الحسن
__________________
(1) لم أقف على هذا المضمون في ما
حضرني من كتبهم في كتاب الصوم ، والذي يروونه في صوم الاثنين والخميس انه تعرض
الأعمال فيهما أو انه يغفر الله فيهما لكل مسلم كما في الترغيب والترهيب للمنذري ج
2 ص 36.
(2) الوسائل الباب 7 من آداب السفر.
(3) الوسائل الباب 7 من آداب السفر
رقم 10 وراجع التعليقة رقم 10 هناك.
(4) راجع الحديث (4) ص 27 والتعليقة (5)
هناك والحديث (4) ص 28.
(5) الوسائل الباب 4 من آداب السفر.
العسكري (عليهالسلام) يوم الثلاثاء
فقال لم أرك أمس؟ قلت كرهت الخروج في يوم الاثنين. قال يا علي من أحب ان يقيه الله
شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة «هَلْ
أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ...» (1) ثم قرأ أبو الحسن (عليهالسلام) (فَوَقاهُمُ
اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً)» (2).
واما يوم الجمعة فقد ورد النهي عن السفر فيه ووردت
الرخصة بعد الصلاة وفي ليلته.
ومن ما يدل على النهي عن الخروج فيه حديث المكارم
المتقدم وقريب منه صحيحة أبي أيوب الخزاز (3).
واما ما دل على الرخصة بعد الصلاة فهو ما رواه الصدوق في
كتاب الخصال في الصحيح عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (4) قال : «يكره
السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة يكره من أجل الصلاة ، فاما بعد الصلاة فجائز
يتبرك به».
واما ما يدل على الخروج ليلة الجمعة فهو ما رواه في كتاب
المحاسن عن إبراهيم بن يحيى المدائني عن ابي عبد الله عليهالسلام (5) قال : «لا بأس
بالخروج في السفر ليلة الجمعة».
واما الأربعاء فقد وردت الاخبار (6) بشؤمه ولا
سيما أربعاء آخر الشهر.
__________________
(1) وهي سورة الإنسان.
(2) سورة الإنسان الآية 11.
(3) ص 26.
(4) الوسائل الباب 7 من آداب السفر
والباب 43 من صلاة الجمعة.
(5) الوسائل الباب 7 من آداب السفر عن
المحاسن والفقيه.
(6) الوسائل الباب 5 من آداب السفر.
قال الصدوق (قدسسره) (1) من اضطر الى
الخروج في سفر يوم الأربعاء أو تبيغ به الدم في يوم الأربعاء فجائز له ان يسافر أو
يحتجم فيه ولا يكون شؤما عليه لا سيما إذا فعل خلافا على أهل الطيرة ، ومن استغنى
عن الخروج فيه أو عن إخراج الدم فالأولى ان يتوقى ولا يسافر فيه ولا يحتجم.
فصل
وينبغي ان يتقى السفر في الأيام المنحوسة من الشهر :
روى في كتاب المكارم (2) عن الصادق عليهالسلام قال : «اتق
الخروج الى السفر في اليوم الثالث من الشهر والرابع منه والحادي والعشرين منه
والخامس والعشرين منه فإنها أيام منحوسة» «وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يكره ان يسافر
الرجل أو يتزوج والقمر في المحاق» (3).
ومنها ـ السبعة المشهورة وهي اليوم الثالث والخامس
والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون.
وقد نظمها بعضهم فقال :
توق من الأيام سبعا كواملا |
|
فلا تتخذ فيهن عرسا ولا سفر |
ولبسك للثوب الجديد فضمه |
|
ونكحك للنسوان فالحذر الحذر(4) |
__________________
(1) الخصال ج 2 ص 30.
(2) ص 276.
(3) المكارم ص 277.
(4) هذا البيت ليس في البحار ج 14 ص
198 وفي ما وقفنا عليه من النسخة الخطية بعد البيت الأول هكذا :
ولا تحفرن بئرا ولا دار تشترى |
|
ولا تقرب السلطان فالحذر الحذر |
ولبسك للثوب الجديد فخله |
|
ونكحك للنسوان والغرس للشجر |
ثلاثا وخمسا ثم ثالث عشرها |
|
وسادس عشر هكذا جاء في الخبر |
وواحد والعشرون قد شاع ذكره |
|
ورابع والعشرون والخمس في الأثر |
فتوقها مهما استطعت فإنها |
|
كأيام عاد لا تبقى ولا تذر |
رويناه عن بحر العلوم بهمة |
|
علي ابن عم المصطفى سيد البشر |
أقول : وقد نظمها بعضهم بما هو أخصر من ذلك فقال :
محبك يرعى هوان فهل |
|
تعود ليال بضد الأمل |
فمنقوطها نحس كله |
|
ومهملها فعليه العمل |
أقول : لا بأس بالإشارة إلى الأخبار الواردة في الأيام
النحسة من الشهر إجمالا على ما نقله شيخنا المجلسي (عطر الله تعالى مرقده) في كتاب
البحار (1) والكتب التي
نقلها منها هي كتاب الدروع الواقية للسيد رضي الدين ابن طاوس (2) وكتاب مكارم
الأخلاق (3) للشيخ ابي نصر
الحسن بن الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي وربما نسب الى الشيخ ابي على ابن الشيخ
الطوسي وهو غلط كما نبه عليه شيخنا المجلسي في مقدمة البحار ، وكتاب زوائد الفوائد
(4)
__________________
ثلاثا وخمسا ثم ثالث عشرها |
|
ومن بعدها يا صاح فالسادس العشر |
وحادي والعشرين حاذر شرها |
|
ورابع والعشرين والخمس في الأثر |
وكل أربعاء لا تعود فإنها |
|
كأيام عاد لا تبقى ولا تذر |
رويناه عن بحر العلوم بهمة |
|
علي ابن عم المصطفى سيد البشر |
(1)
ذكر كل ما أورده هنا في المجلد الرابع عشر من ص 198 الى ص 206.
(2) أورد في الوسائل الباب 27 من آداب
السفر كل ما نقل منه في هذا الكتاب من ما يتعلق بالمقام.
(3) أورد في الوسائل الباب 27 من آداب
السفر كل ما نقل منه في هذا الكتاب من ما يتعلق بالمقام.
(4) أورد في مستدرك الوسائل الباب 21
من آداب السفر كل ما نقل منه في هذا الكتاب من ما يتعلق بالمقام.
ونسبه في كتاب البحار الى ابن السيد
رضي الدين علي بن طاوس وقال انه لم يعرف اسمه ، ونحن نقتصر هنا من النقل من هذه
الكتب على ما يختص بما نحن فيه وما يناسب من ذلك ومن أراد الزيادة فليرجع الى كتاب
البحار :
اليوم الأول ـ الدروع الواقية : اليوم الأول من الشهر عن
الصادق عليهالسلام يوم مبارك
لطلب الحوائج وطلب العلم والتزويج والسفر والبيع والشراء.
المكارم : عن الصادق (عليهالسلام) سعد يصلح
لطلب الحوائج والبيع والشراء والبيع والزراعة والسفر.
زوائد الفوائد : عن الصادق (عليهالسلام) هو يوم مبارك
محمود سعيد يصلح لطلب الحوائج والبيع والشراء.
اليوم الثاني ـ الدروع : عن الصادق (عليهالسلام) يصلح للتزويج
والسفر وطلب الحوائج.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يصلح للسفر
وطلب الحوائج.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم محمود
يصلح للتزويج والتحويل والشراء والبيع وطلب الحوائج.
اليوم الثالث ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم نحس
مستمر فاتق فيه البيع والشراء وطلب الحوائج والمعاملة.
المكارم : عنه (عليهالسلام) رديء لا
يصلح لشيء جملة.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم نحس فيه
قتل قابيل هابيل لا تسافر فيه ولا تعمل عملا ولا تلق فيه أحدا.
اليوم الرابع ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
للزرع والصيد والبناء ويكره فيه السفر فمن سافر فيه خيف عليه القتل والسلب أو بلاء
يصيبه.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
للتزويج ويكره السفر فيه.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) هو يوم متوسط
صالح لقضاء الحوائج ، ولا تسافر فيه فإنه مكروه.
اليوم الخامس ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم نحس
مستمر فلا تعمل فيه عملا ولا تخرج من منزلك.
المكارم : عنه (عليهالسلام) رديء نحس.
الزوائد : هو يوم نحس وهو يوم نكد عسير لا خير فيه
فاستعذ بالله من شره.
اليوم السادس ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
للتزويج ، ومن سافر فيه في بر أو بحر رجع الى أهله بما يحبه.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مبارك يصلح
للتزويج وطلب الحوائج.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم صالح يصلح
للحوائج والسفر والبيع والشراء.
اليوم السابع ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
لجميع الأمور.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مبارك مختار
يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم سعيد
مبارك فيه ركب نوح (عليهالسلام) السفينة
فاركب البحر وسافر في البر ، واعمل ما شئت فإنه يوم عظيم البركة محمود لطلب
الحوائج والسعي فيها.
اليوم الثامن ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لكل حاجة من بيع أو شراء ، ويكره فيه ركوب البحر والسفر في البر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم صالح لكل
حاجة سوى السفر فإنه يكره فيه
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
للشراء والبيع ، ولا تعرض للسفر فإنه يكره فيه سفر البر والبحر.
اليوم التاسع ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) يوم خفيف
صالح لكل أمر تريده فابدأ فيه بالعمل ، ومن سافر فيه رزق مالا ورأى خيرا.
المكارم : عنه عليهالسلام مبارك يصلح
لكل ما يريده الإنسان ، ومن سافر فيه
رزق مالا ويرى في سفره كل خير.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
محمود مبارك يصلح للحوائج وجميع الأعمال. وفي رواية أخرى : من سافر فيه رزق ولقي
خيرا.
اليوم العاشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه ولد فيه
نوح (عليهالسلام) يصلح للبيع
والشراء والسفر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) صالح لكل
حاجة سوى الدخول على السلطان وهو جيد للشراء والبيع.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم محمود
رفع الله فيه إدريس (عليهالسلام) مكانا عليا.
وفي رواية أخرى : يصلح للبيع والشراء.
الحادي عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه صالح
لابتداء العمل والبيع والشراء والسفر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يصلح للشراء
والبيع ولجميع الحوائج وللسفر ما خلا الدخول على السلطان.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
للشراء والبيع والمعاملة والقرض.
الثاني عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
للتزويج وفتح الحوانيت وركوب البحر.
المكارم : عنه عليهالسلام يوم صالح
مبارك فاطلبوا فيه حوائجكم واسعوا لها فإنها تقضى.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم مبارك
فيه قضى موسى عليهالسلام الأجل ، وهو
يوم التزويج والبيع والشراء.
الثالث عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم نحس
فاتق فيه المنازعة والحكومة وكل أمر. وفي رواية أخرى : يوم نحس لا تطلب فيه حاجة.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم نحس فاتق
فيه جميع الأعمال.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم نحس مذموم
في كل حال فاستعذ بالله من شره.
الرابع عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لكل شيء ، وهو جيد لطلب العلم والبيع والشراء والسفر وركوب البحر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) جيد للحوائج
ولكل عمل.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح لما
تريد من قضاء الحوائج وطلب العلم. وفي رواية أخرى : ويصلح للبيع والشراء وركوب
البحر.
الخامس عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لكل الأمور إلا من أراد ان يستقرض أو يقرض.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم صالح لكل
حاجة تريدها فاطلبوا فيه حوائجكم فإنها تقضى.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح لكل
عمل وحاجة فاعمل ما بدا لك فإنه يوم سعيد.
السادس عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم نحس
لا يصلح لشيء سوى الابنية ، ومن سافر فيه هلك.
المكارم : عنه (عليهالسلام) رديء مذموم
لكل شيء.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم نحس رديء
مذموم لا خير فيه فلا تسافر فيه ولا تطلب حاجة ، وتوق ما استطعت وتعوذ بالله من
شره.
السابع عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم
متوسط ، واحذر فيه المنازعة وهو يوم ثقيل فلا تلتمس فيه حاجة. وفي رواية اخرى :
انه يوم صالح.
المكارم : عنه (عليهالسلام) صالح مختار
فاطلبوا فيه ما شئتم وتزوجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صالح
مختار محمود لكل عمل وحاجة فاطلب فيه الحوائج واشتر وبع. وفي رواية أخرى : متوسط
تحذر فيه المنازعة والقرض
الثامن عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم سعيد
صالح لكل شيء من بيع وشراء أو زرع أو سفر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار صالح
للسفر وطلب الحوائج.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم مختار
للسفر والتزويج ولطلب الحوائج.
التاسع عشر ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم سعيد
، وهو صالح للسفر والمعاش والحوائج.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار صالح
لكل عمل.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم مختار
مبارك صالح لكل عمل تريد. وفي رواية أخرى : يصلح للسفر والمعاش وطلب العلم.
العشرون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم
متوسط صالح للسفر وقضاء الحوائج.
المكارم : عنه (عليهالسلام) جيد مختار
للحوائج والسفر.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم جيد صالح
مسعود مبارك لما يؤتى. وفي رواية أخرى : يوم متوسط يصلح للسفر والحوائج.
الحادي والعشرون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم نحس
رديء فلا تطلب فيه حاجة ، ومن سافر فيه خيف عليه.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم نحس
مستمر.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم نحس
مذموم فاحذره ولا تطلب فيه حاجة ولا تعمل عملا واقعد في منزلك واستعذ بالله من
شره.
الثاني والعشرون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لقضاء الحوائج
والبيع والشراء ، والمريض فيه يبرأ
سريعا ، والمسافر فيه يرجع معافى.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار صالح
للشراء والبيع والسفر والصدقة الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم سعيد
مبارك مختار لكل ما تريد من الأعمال فاعمل ما شئت فإنه مبارك.
الثالث والعشرون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لطلب الحوائج والتجارة والتزويج ، ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار جيد
خاصة للتزويج والتجارات كلها.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم سعيد
مبارك لكل ما تريد : للسفر والتحويل من مكان الى مكان ، وهو جيد للحوائج.
الرابع والعشرون ـ الدروع : عنه عليهالسلام انه يوم رديء
نحس فيه ولد فرعون فلا تطلب فيه امرا من الأمور.
المكارم : عنه (عليهالسلام) يوم مشوم.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم نحس مستمر
مكروه لكل حال وعمل فاحذره ولا تعمل فيه عملا ولا تلق أحدا واقعد في منزلك واستعذ
بالله من شره.
الخامس والعشرون ـ الدروع : عنه عليهالسلام انه يوم نحس
رديء فاحفظ نفسك فيه ولا تطلب فيه حاجة فإنه يوم شديد البلاء.
المكارم : عنه عليهالسلام رديء مذموم
يحذر فيه من كل شيء.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم نحس مكروه
ثقيل نكد فلا تطلب فيه حاجة ولا تسافر فيه واقعد في منزلك واستعذ بالله من شره.
السادس والعشرون ـ الدروع : عنه عليهالسلام انه يوم صالح
للسفر ولكل أمر يراد إلا التزويج.
المكارم : عنه عليهالسلام صالح لكل حاجة
سوى التزويج والسفر ، وعليكم بالصدقة فيه.
الزوائد : عنه عليهالسلام يوم صالح
متوسط للشراء والبيع والسفر وقضاء الحوائج السابع والعشرون ـ الدروع : عنه عليهالسلام انه يوم صالح
لكل أمر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) جيد مختار
للحوائج وكل ما يراد.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم صاف
مبارك من النحوس صالح للحوائج إلى السلطان والى الاخوان والسفر الى البلدان فالق
فيه من شئت وسافر الى حيث أردت.
الثامن والعشرون ـ الدروع : عنه عليهالسلام انه يوم صالح
لكل أمر.
المكارم : عنه (عليهالسلام) ممزوج.
الزوائد : يوم مبارك سعيد.
التاسع والعشرون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم صالح
لكل أمر ومن سافر فيه أصاب مالا جزيلا.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار جيد
لكل حاجة.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم مبارك
سعيد قريب الأمر يصلح للحوائج والتصرف فيها. وفي رواية أخرى : المسافر فيه يصيب
مالا كثيرا.
اليوم الثلاثون ـ الدروع : عنه (عليهالسلام) انه يوم جيد
للبيع والشراء والتزويج. وفي رواية أخرى : يوم سعيد مبارك يصلح لكل حاجة تلتمس.
المكارم : عنه (عليهالسلام) مختار جيد
لكل شيء ولكل حاجة.
الزوائد : عنه (عليهالسلام) يوم مبارك
ميمون مسعود مفلح منجح مفرح فاعمل فيه ما شئت والق من أردت وخذ وأعط وسافر وانتقل
وبع واشتر فإنه صالح لكل ما تريد موافق لكل ما يعمل.
إذا عرفت ذلك فاعلم ان الذي صرح به شيخنا المجلسي (قدسسره) في
كتاب البحار هو ان هذه الأيام
المعدودة إنما هي من شهور العربية حيث قال : باب سعادة أيام الشهور العربية
ونحوستها. ثم نقل الأخبار المذكورة. وظاهر المحدث الكاشاني في رسالة تقويم
المحسنين انها من الشهور الفارسية. والظاهر هو الأول لعدم التصريح في الاخبار
بكونها من الفارسية فالحمل على ذلك خلاف ظاهر ما هو المعروف من قاعدتهم (عليهمالسلام) من بناء
خطاباتهم على العربية.
ثم ان المحدث المشار اليه نقل في رسالته المذكورة انه
روي عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) ان في السنة
أربعة وعشرين يوما نحسات في كل شهر منها يومان : ففي المحرم الحادي عشر والرابع
عشر ، وفي صفر الأول منه والعشرون وفي ربيع الأول العاشر والعشرون ، وفي ربيع
الثاني الأول والحادي عشر ، وفي جمادى الاولى العاشر والحادي عشر ، وفي جمادى
الثانية الأول والحادي عشر ، وفي رجب الحادي عشر والثالث عشر ، وفي شعبان الرابع
والعشرون وفي شهر رمضان الثالث والعشرون ، وفي شوال السادس والثامن ، وفي ذي
القعدة السادس والعاشر ، وفي ذي الحجة الثامن والعشرون.
ونقل أيضا في الرسالة المذكورة عن الصادق (عليهالسلام) ان في السنة
اثنى عشر يوما من اجتنبها نجا ومن وقع فيها هوى فاحفظوها ، وفي كل شهر منها يوم
ففي المحرم الثاني والعشرون ، وفي صفر العاشر ، وفي ربيع الأول الرابع ، وفي ربيع
الثاني الثامن والعشرون ، وفي جمادى الاولى الثامن والعشرون ، وفي جمادى الثانية
الثاني عشر ، وفي رجب الثاني عشر ، وفي شعبان السادس والعشرون ، وفي رمضان الرابع
والعشرون ، وفي شوال الثاني ، وفي ذي القعدة الثامن والعشرون ، وفي ذي الحجة
الثامن.
أقول : وقد نظم بعضهم هذه الأيام في بيت بإزاء كل شهر ما
يخصه من العدد فقال :
بك حب جاحك كح بي |
|
بي كودكءاكح هج |
وقال ايضا بعضهم في ذلك :
محرم ثاني عشرية اجتنب |
|
واجتنب العاشر من شهر صفر |
ومن ربيع رابعا وثامن |
|
عشري أخيه وجمادى في الأثر |
ومن جمادى وكذا من رجب |
|
كلاهما فاجتنب الثاني عشر |
والسادس العشرين من شعبان مع |
|
رابع عشري رمضان الأغر |
وثانيا من شهر شوال ومن |
|
ذي القعدة الثامن والعشرين ذر |
وثامنا من شهر ذي الحجة لا |
|
يشكر بالأعمال فيها من شكر |
فصل
ويكره السفر والقمر في العقرب لما رواه الصدوق بإسناده
عن محمد بن حمران عن أبيه عن ابي عبد الله (عليهالسلام) (1) قال : «من
سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى».
ورواه الكليني عن محمد بن حمران عن أبيه عنه (عليهالسلام) مثله (2) ورواه البرقي
في المحاسن مثله (3).
فصل
ويستحب الوصية عند ارادة السفر لما رواه ثقة الإسلام في
الصحيح عن ابن ابى عمير عن بعض رجاله عن ابى عبد الله عليهالسلام (4) قال : «من ركب
راحلة فليوص».
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 11 من آداب
السفر.
(4) الوسائل الباب 13 من آداب السفر.
ورواه الشيخ مسندا والصدوق مرسلا (1) إلا انه قال «من
ركب زاملة».
قال الصدوق والشيخ (رحمهما الله تعالى) : ليس هذا
نهيا عن ركوب الزاملة بل ترغيب في الوصية لما لم يؤمن من الخطر.
ويستحب الغسل للسفر والدعاء على ما رواه السيد الزاهد
العابد رضي الدين ابن طاوس في كتاب الأمان من إخطار الاسفار والأزمان (2) وهو ان يقول :
بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآله والصادقين عن
الله صلوات الله عليهم أجمعين ، اللهم طهر به قلبي واشرح به صدري ونور به قبري ،
اللهم اجعله لي نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ومن ما أخاف
واحذر ، وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمي وشعري وبشري ومخي وعصبي وما الأرض مني ،
اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي. إليك يا رب العالمين انك على كل شيء
قدير.
فصل
ويستحب ايضا توديع العيال بان يصلي ركعتين ويدعو بعدهما
:
روى الكليني في الكافي بسنده عن السكوني عن ابي عبد الله
عن آبائه (عليهمالسلام) (3) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله ما استخلف رجل
على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج الى سفر يقول : اللهم إني
أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي. إلا أعطاه
الله (عزوجل) ما سأل». ورواه الصدوق (قدسسره) مرسلا (4).
__________________
(1) الوسائل الباب 13 من آداب السفر.
(2) ص 20 وفي الوسائل الباب 13 من
آداب السفر.
(3 و 4) الوسائل الباب 18 من آداب
السفر.
وروى في الكافي أيضا بسنده الى بريد بن معاوية العجلي (1) قال : «كان
أبو جعفر عليهالسلام إذا أراد سفرا
جمع عياله في بيت ثم قال : اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي وأهلي وولدي
الشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك اللهم لا
تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك». ورواه البرقي في المحاسن مثله (2).
وروى السيد رضي الدين ابن طاوس في كتاب الأمان (3) عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «ما
استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد ثياب سفره خيرا من اربع ركعات يصليهن في
بيته ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، يقول اللهم إني أتقرب إليك
بهن فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي». وروى ايضا (4) انه يقرأ في الركعتين في الأولى
بالحمد وقل هو الله أحد وفي الثانية بعد الحمد إنا أنزلناه في ليلة القدر.
فصل
ويستحب امام التوجه الصدقة وفي جملة من الاخبار أنها
دافعة لشر الأيام النحسة التي نهى عن السفر فيها متى اضطر الى السفر فيها :
كصحيحة عبد الرحمن بن الحجاج (5) قال : «قال
أبو عبد الله عليهالسلام : تصدق واخرج
أي يوم شئت».
وصحيحة حماد بن عثمان (6) قال : «قلت
لأبي عبد الله عليهالسلام أيكره السفر
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 18 من آداب
السفر.
(4) الأمان ص 27.
(5 و 6) الوسائل الباب 15 من آداب
السفر.
في شيء من الأيام المكروهة مثل
الأربعاء وغيره؟ فقال : افتتح سفرك بالصدقة واخرج إذا بدا لك ، واقرأ آية الكرسي
واحتجم إذا بدا لك».
وصحيحة ابن ابى عمير (1) قال : «كنت انظر في النجوم وأعرفها
واعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك الى ابى الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام فقال إذا وقع
في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ثم امض فإن الله تعالى يدفع عنك».
ورواية محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليهالسلام (2) قال : «كان
علي بن الحسين عليهالسلام إذا أراد
الخروج الى بعض أمواله اشترى السلامة من الله (عزوجل) بما تيسر له ويكون ذلك إذا
وضع رجله في الركاب».
ورواية عبد الله بن سليمان عن أحدهما (عليهماالسلام) (3) قال : «كان
ابى إذا خرج يوم الأربعاء من آخر الشهر وفي يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة
ثم خرج».
ويستحب ان يقال عند الصدقة (4) : اللهم اني
اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري وما معي اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني
وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل.
فصل
ويستحب ان يصحب معه في سفره عصا من اللوز المر :
روى الصدوق (عطر الله مرقده) في الفقيه مرسلا (5) قال : «قال
أمير المؤمنين عليهالسلام : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : «من خرج في
سفر ومعه عصا
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 15 من آداب
السفر.
(4) الأمان ص 25.
(5) الوسائل الباب 16 من آداب السفر.
لوز مر وتلا هذه الآية (وَلَمّا
تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ). الى قوله (وَاللهُ
عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) (1) آمنه الله
تعالى من كل سبع ضار ومن كل لص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع الى اهله ومنزله وكان
معه سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها».
قال (2) وقال عليهالسلام : من أراد ان
تطوى له الأرض فليتخذ النقد من العصا. والنقد عصا لوز مر.
ورواه في كتاب ثواب الأعمال (3) مسندا وزاد
فيه قال : «وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله انه ينفي
الفقر ولا يجاوره شيطان» (4).
قال (5) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مرض آدم عليهالسلام مرضا شديدا
واصابته وحشة فشكي ذلك الى جبرئيل عليهالسلام فقال : اقطع
واحدة منه وضمها الى صدرك ففعل ذلك فاذهب عنه الوحشة.
بل روى استحباب صحبتها في الحضر ايضا كما يظهر من حديث
مرض آدم عليهالسلام وحديث ان
صحبتها تنفي الفقر ولا يجاوره شيطان.
ويؤيده قوله صلىاللهعليهوآله (6) على ما رواه
في الفقيه : «تعصوا فإنها من سنن إخواني النبيين وكانت بنو إسرائيل الصغار والكبار
يمشون على العصا حتى لا يختالوا في مشيهم».
__________________
(1) سورة القصص الآية 22 الى 28.
(2 و 3 و 5) الوسائل الباب 16 من آداب
السفر.
(4) هذه الزيادة رواها أيضا في الفقيه
ج 2 ص 176 ونقلها في الوسائل الباب 17 من آداب السفر. إلا ان ظاهرها عدم الاختصاص
بالسفر.
(6) الوسائل الباب 17 من آداب السفر.
فصل
ويستحب التحنك ايضا لما روي عن الكاظم عليهالسلام (1) قال : «انا
ضامن لمن خرج يريد سفرا معتما تحت حنكه ثلاثا : ان لا يصيبه السرق والغرق والحرق».
وعن عمار الساباطي عن ابى عبد الله عليهالسلام (2) انه قال : «من
خرج في سفر فلم يدر العمامة تحت حنكه فاصابه ألم لا دواء له فلا يلومن إلا نفسه».
وفي الفقيه (3) قال الصادق عليهالسلام : «ضمنت لمن
خرج من بيته معتما ان يرجع اليه سالما».
وروى الكليني (قدسسره) عن علي بن
الحكم رفعه الى ابى عبد الله عليهالسلام (4) قال : «من خرج
من منزله معتما تحت حنكه يريد سفرا لم يصبه في سفره سرق ولا حرق ولا مكروه».
وفي خبر آخر عن الرضا عليهالسلام (5) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله لو ان رجلا
خرج من منزله يوم السبت معتما بعمامة بيضاء قد حنكها تحت حنكه ثم اتى إلى جبل
ليزيله عن مكانه لازاله عن مكانه».
فصل
في ما يفعله المسافر على باب داره إذا توجه الى السفر :
روى ثقة الإسلام في الكافي بسنده عن صباح الحذاء عن ابى
الحسن
__________________
(1 و 5) الوسائل الباب 59 من آداب
السفر.
(2 و 3 و 4) الوسائل الباب 26 من لباس
المصلي.
(عليهالسلام) (1) قال : «لو كان
الرجل منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجه له فقرأ الحمد
امامه وعن يمينه وعن شماله والمعوذتين امامه وعن يمينه وعن شماله ، وقل هو الله
أحد امامه وعن يمينه وعن شماله ، وآية الكرسي امامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال : «اللهم
احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل» لحفظه
الله وحفظ ما معه وبلغه وبلغ ما معه وسلمه وسلم ما معه ، اما رأيت الرجل يحفظ ولا
يحفظ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه».
وروى في الصحيح عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (2) قال : «إذا
خرجت من منزلك فقل : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني
أسألك خير ما خرجت له وأعوذ بك من شر ما خرجت له ، اللهم أوسع علي من فضلك وأتمم
علي نعمتك واستعملني في طاعتك واجعل رغبتي في ما عندك وتوفني على ملتك وملة رسولك صلىاللهعليهوآله».
وروى فيه في الصحيح عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (3) قال : «إذا
خرجت من بيتك تريد الحج والعمرة ان شاء الله تعالى فادع دعاء الفرج وهو : لا إله
إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات
السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين. ثم قل : اللهم
كن لي جارا من كل جبار عنيد ومن كل شيطان رجيم. ثم قل : بسم الله دخلت وبسم الله
خرجت وفي سبيل الله ، اللهم إني أقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله وما شاء الله
في سفري هذا ذكرته أو نسيته ، اللهم أنت المستعان على الأمور كلها وأنت الصاحب في
السفر والخليفة في الأهل ،
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 19 من آداب
السفر.
اللهم هون علينا سفرنا واطو لنا الأرض
وسيرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك صلىاللهعليهوآله اللهم أصلح
لنا ظهرنا وبارك لنا في ما رزقتنا وقنا عذاب النار ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء
السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ، اللهم أنت عضدي وناصري
بك أحل وبك أسير ، اللهم إني أسألك في سفري هذا السرور والعمل لما يرضيك عني ،
اللهم اقطع عني بعده ومشقته واصحبني فيه واخلفني في أهلي بخير ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم اللهم انى عبدك وهذا حملانك والوجه وجهك والسفر إليك وقد اطلعت
على ما لم يطلع عليه أحد غيرك فاجعل سفري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي وكن عونا لي
عليه واكفني وعثه ومشقته ولقني من القول والعمل رضاك فإنما أنا عبدك وبك ولك.
الحديث».
وروى الصدوق بإسناده عن علي بن أسباط عن ابى الحسن الرضا
(عليهالسلام) (1) قال قال لي : «إذا
خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : «بسم الله آمنت بالله توكلت على الله ما شاء
الله لا حول ولا قوة إلا بالله» (2) فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة
وجوهها وتقول ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل على الله وقال : ما شاء
الله لا حول ولا قوة إلا بالله».
وروى ايضا بإسناده عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليهالسلام) (3) قال : «من قال
حين يخرج من باب داره ـ أعوذ بالله من ما عاذت منه ملائكة الله من شر هذا اليوم
ومن شر الشياطين ومن شر نصب من لأولياء الله ومن شر الجن والإنس
__________________
(1 و 3) الوسائل الباب 19 من آداب
السفر.
(2) قال في الوافي بعد نقل الخبر في
باب (القول عند الخروج) من كتاب الحج والعمرة : فتلقاه اي تلقى من قال هذا القول.
وفي الكلام التفات أو حذف وتقدير فان من قال ذلك تلقاه. انتهى.
ومن شر السباع والهوام ومن شر ركوب
المحارم كلها ، أجير نفسي بالله من كل شر ـ غفر الله له وتاب عليه وكفاه المهم
وحجزه عن السوء وعصمه من الشر».
فصل
في ما يقوله عند الركوب
روى ثقة الإسلام في الكافي في الصحيح عن معاوية بن عمار
عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (1) في حديث قال :
«فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل : بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والله أكبر.
فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل : الحمد لله الذي هدانا للإسلام
وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله سبحان الله «سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنّا إِلى رَبِّنا
لَمُنْقَلِبُونَ» (2) والحمد لله رب
العالمين اللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الأمر ، اللهم بلغنا بلاغا
يبلغ الى خير بلاغا يبلغ الى رضوانك ومغفرتك ، اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا
خيرك ولا حافظ غيرك».
وروى فيه عن إبراهيم بن عبد الحميد عن ابى الحسن عليهالسلام (3) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا ركب
الرجل الدابة فسمى ردفه ملك يحفظه حتى ينزل ، وان ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول له
تغن فان قال لا أحسن قال له تمن فلا يتمنى حتى ينزل. وقال : من قال إذا ركب الدابة
ـ : بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله «الْحَمْدُ
لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا
__________________
(1) الوسائل الباب 20 من آداب السفر.
وهو تتمة الحديث.
(2) الزخرف الآية 13 و 14.
(3) الوسائل الباب 20 من آداب السفر.
اللهُ ... الآية» (1) (سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (2) ـ حفظت له
نفسه ودابته حتى ينزل».
وروى الصدوق (رحمهالله تعالى) في
الفقيه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة (3) قال : «أمسكت لأمير المؤمنين عليهالسلام الركاب وهو
يريد ان يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت : يا أمير المؤمنين عليهالسلام رأيتك رفعت
رأسك وتبسمت؟ فقال : نعم يا أصبغ أمسكت لرسول الله صلىاللهعليهوآله كما أمسكت لي
فرفع رأسه وتبسم فسألته كما سألتني وسأخبرك كما أخبرني : أمسكت لرسول الله صلىاللهعليهوآله الشهباء فرفع
رأسه الى السماء وتبسم فقلت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله رفعت رأسك إلى
السماء وتبسمت؟ فقال : يا علي عليهالسلام انه ليس من
أحد يركب الدابة فيذكر ما أنعم الله به عليه ثم يقرأ آية السخرة (4) ثم يقول : «استغفر
الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي انه لا
يغفر الذنوب إلا أنت» إلا قال السيد الكريم يا ملائكتي عبدي يعلم انه لا يغفر
الذنوب غيري اشهدوا اني قد غفرت له ذنوبه».
وقال الصدوق (قدسسره) (5) : وكان الصادق
عليهالسلام إذا وضع رجله
في الركاب يقول (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ
مُقْرِنِينَ) (6) ويسبح الله (سبعا)
ويحمد الله (سبعا) ويهلل الله (سبعا).
وروى الشيخ أبو علي في كتاب المجالس بسنده عن علي بن
ربيعة الأسدي (7) قال : «ركب
علي بن أبي طالب عليهالسلام فلما وضع رجله
في الركاب قال : بسم
__________________
(1) سورة الأعراف الآية 43.
(2 و 4 و 6) سورة الزخرف الآية 13.
(3 و 5 و 7) الوسائل الباب 20 من آداب
السفر.
الله. فلما استوى على الدابة قال :
الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير
ممن خلق تفضيلا «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ
مُقْرِنِينَ» (1) ثم سبح الله
تعالى (ثلاثا) وحمد الله تعالى (ثلاثا) ثم قال : رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب
إلا أنت. ثم قال : كذا فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله وانا رديفه».
وروى الطبرسي في كتاب مكارم الأخلاق عن زين العابدين عليهالسلام (2) قال : «لو حج
رجل ماشيا وقرأ «إنا أنزلناه» ما وجد ألم المشي. وقال : ما قرأ أحد «إنا أنزلناه»
حين يركب دابته إلا نزل منها سالما مغفورا له ، ولقارئها أثقل على الدواب من
الحديد» قال : وقال أبو جعفر عليهالسلام : «لو كان شيء
يسبق القدر لقلت قارئ «إنا أنزلناه» حين يسافر أو يخرج من منزله سيرجع».
فصل
في ما يستحب صحبته من الزاد في السفر ولا سيما سفر الحج
:
روى الصدوق (عطر الله مرقده) مرسلا (3) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : من شرف
الرجل ان يطيب زاده إذا خرج في سفر».
ورواه في الكافي عن السكوني عن ابي عبد الله عليهالسلام عن آبائه (عليهمالسلام) عنه صلىاللهعليهوآله مثله (4).
وروى في الفقيه (5) قال : «قال الصادق عليهالسلام قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله :
__________________
(1) سورة الزخرف الآية 13.
(2) الوسائل الباب 24 من آداب السفر.
(3 و 4) الوسائل الباب 42 من آداب
السفر.
(5) الوسائل الباب 40 من آداب السفر.
إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها».
أقول : السفرة لغة : طعام المسافر كما ذكره في القاموس ،
ومنه سميت السفرة ، والمراد بالتنوق المبالغة في تجويده وحسنه.
وروى في الفقيه (1) قال : «كان علي بن الحسين عليهالسلام إذا سافر إلى
مكة إلى الحج أو العمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمص
والمحلى». والمحمص يعني المشوي على النار ، والمحلى الذي يجعل فيه الحلو.
وروى الصدوق في الصحيح عن عبد الله بن ابى يعفور عن ابى
عبد الله عليهالسلام (2) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من نفقة
أحب الى الله (عزوجل) من نفقة قصد ، ويبغض الإسراف إلا في حج أو عمرة». ورواه في
كتاب المحاسن مثله (3).
قال بعض المحدثين : لعل المراد بالإسراف الزيادة في
التوسع لا ما يوجب إتلافا
وروى مرسلا (4) قال : «قال الصادق عليهالسلام في حديث : ان
من المروة في السفر كثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك».
نعم روى كراهة ذلك في سفر زيارة الحسين عليهالسلام :
فروى في الفقيه (5) قال : «قال الصادق عليهالسلام لبعض أصحابه :
تأتون قبر ابي عبد الله عليهالسلام؟ فقال له نعم.
قال تتخذون لذلك سفرة؟ قال نعم. قال اما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا
ذلك. قال قلت فأي شيء نأكل؟ قال الخبز باللبن».
قال (6) وفي خبر آخر : «قال الصادق عليهالسلام : بلغني ان
قوما إذا زاروا
__________________
(1 و 4) الوسائل الباب 42 من آداب
السفر.
(2 و 3) الوسائل الباب 35 من آداب
السفر.
(5) ج 2 ص 184 وفي الوسائل الباب 77
من المزار.
(6) الوسائل الباب 41 من آداب السفر.
الحسين عليهالسلام حملوا معهم
السفرة فيها الجداء والأخبصة وأشباهه ، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا».
أقول : الجداء جمع جدي وهو الذكر من أولاد المعز إذا بلغ
ستة أشهر.
أقول : لا يبعد ان يقال ان الظاهر ان خطابهم (عليهمالسلام) في هذه
الاخبار إنما هو لأهل العراق ، وحينئذ فيكون الحكم مختصا بمن كان مثل أهل الحلة
وبغداد والمشهد ونحوها من البلدان القريبة فإنه يكره لهم التنوق في الزاد وحمل
الأخبصة واتخاذ اللحوم ونحو ذلك وانهم يقتصرون على الخبز واللبن ، واما أصحاب
البلدان البعيدة من أصفهان وخراسان وما بينهما ونحوهما فيشكل ذلك ، ولم اسمع عن
أحد من علمائنا من أصحاب هذه البلدان انه كره ذلك واستعمل الخبز واللبن خاصة ،
والظاهر هو بقاء حكمهم على حكم السفر المطلق سيما ان قصد سفرهم ليس لخصوص زيارة
الحسين عليهالسلام التي هي مورد
هذه الاخبار بل لقصد زيارة أئمة العراق (عليهمالسلام) كملا ،
فالظاهر ان الخطاب في هذه الاخبار لا يتوجه إليهم.
فصل
ويستحب اتخاذ الرفقة في السفر وتكره الوحدة :
روى ثقة الإسلام في الكافي والصدوق في الفقيه مسندا في
الأول مرسلا في الثاني عن السكوني عن جعفر عن آبائه (عليهمالسلام) (1) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : الرفيق ثم
الطريق».
__________________
(1) الوسائل الباب 30 من آداب السفر.
واللفظ : «الرفيق ثم السفر» كما في الخطية. وما في المتن يوافق رواية المحاسن كما
في الوسائل في نفس الباب.
وروى في الفقيه عن السندي عن خالد عن ابي عبد الله عليهالسلام (1) قال : «قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله : إلا أنبئكم
بشر الناس؟ قالوا بلى يا رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من سافر
وحده ومنع رفده وضرب عبده».
وروى الشيخان المتقدمان في كتابيهما مسندا في الكافي
مرسلا في الفقيه عن ابي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده (عليهمالسلام) في وصية رسول
الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام (2) : «لا تخرج في
سفر وحدك فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ، يا علي ان الرجل إذا سافر
وحده فهو غاو والاثنان غاويان والثلاثة نفر» وروى بعضهم : «سفر».
وروى في الفقيه عن إبراهيم بن عبد الحميد عن ابي الحسن
موسى عليهالسلام (3) قال : «لعن
رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة : الآكل
زاده وحده والنائم في بيت وحده والراكب في الفلاة وحده».
وروى فيه عن ابى خديجة عن ابى عبد الله عليهالسلام (4) قال : «البائت
في البيت وحده شيطان والاثنان لمة والثلاثة أنس». قيل : اللمعة بالضم والتشديد
الصاحب أو الأصحاب في السفر ، قال في النهاية : ومنه الحديث : «لا تسافروا حتى
تصيبوا لمة». اي رفقة.
وروى الشيخان المتقدمان في كتابيهما (5) عن إسماعيل بن
جابر قال :
__________________
(1 و 3) الوسائل الباب 30 من آداب
السفر.
(2) الروضة ص 303 والفقيه ج 2 ص 181
وفي الوسائل الباب 30 من آداب السفر.
(4) الوسائل الباب 20 من أحكام
المساكن.
(5) الروضة 302 والفقيه ج 2 ص 182 ،
وفي الوسائل الباب 30 من آداب السفر.
«كنت عند ابى عبد الله عليهالسلام بمكة إذ جاءه
رجل من المدينة فقال له : من صحبت؟ فقال : ما صحبت أحدا. فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : اما لو كنت
تقدمت إليك لأحسنت أدبك. ثم قال : واحد شيطان واثنان شيطانان وثلاثة صحب وأربعة
رفقاء».
قيل : يعني ان الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل
الوحدة فعل الشيطان أو شيء يحمله عليه الشيطان ، وكذلك الاثنان.
وروى في الفقيه (1) قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أحب الصحابة
الى الله (عزوجل) أربعة ، وما زاد قوم على سبعة إذا كثر لغطهم». قيل : اللغط
بالغين المعجمة والطاء المهملة محركة : أصوات مبهمة لا تفهم.
أقول : والظاهر ان المراد من الخبر انما هو اللغو الذي
لا يترتب عليه فائدة ، وهو قريب من المعنى الأصلي باعتبار عدم ترتب الفائدة عليه.
وروى في الفقيه (2) عن سليمان بن جعفر الجعفري عن ابى
الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : «من خرج
وحده في سفر فليقل : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم آنس وحشتي واعني
على وحدتي واد غيبتي».
فصل
ويستحب توديع المسافر وتشييعه وإعانته :
قال في الفقيه (3) : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا ودع
المؤمنين قال : زودكم الله التقوى ووجهكم الى كل خير وقضى لكم كل حاجة وسلم لكم
دينكم ودنياكم
__________________
(1) الوسائل الباب 34 من آداب السفر.
(2) ج 2 ص 181 وفي الوسائل الباب 25
من آداب السفر.
(3) الوسائل الباب 29 من آداب السفر.
وردكم سالمين الى سالمين».
قال (1) وفي خبر آخر عن ابى جعفر عليهالسلام قال : «كان
رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا ودع
مسافرا أخذ بيده ثم قال : أحسن الله لك الصحابة وأكمل لك المعونة وسهل لك الحزونة
وقرب لك البعيد وكفاك المهم وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ووجهك لكل خير ،
عليك بتقوى الله ، واستودع الله نفسك ، سر على بركة الله عزوجل».
وقال في الفقيه (2) : لما شيع أمير المؤمنين عليهالسلام أبا ذر (رحمة
الله عليه) وشيعه الحسن والحسين (عليهماالسلام) وعقيل بن ابى
طالب وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ودعوا أخاكم
فإنه لا بد للشاخص أن يمضي وللمشيع من ان يرجع. فتكلم كل رجل منهم على حياله.
الحديث.
وروى في الفقيه (3) قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أعان
مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة ، واجاره في الدنيا والآخرة من الغم
والهم ، ونفس عنه كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم».
وروى في الفقيه (4) قال : «قال الباقر عليهالسلام : من خلف حاجا
في أهله بخير كان له كاجره حتى كأنه يستلم الأحجار».
__________________
(1) الوسائل الباب 29 من آداب السفر.
(2) ج 2 ص 180 وفي الوسائل الباب 28
من آداب السفر.
(3) ج 2 ص 192 وفي الوسائل الباب 46
من آداب السفر.
(4) ج 2 ص 146 و 147 في ذيل الحديث 96
، وفي الوافي باب توديع المسافر وإعانته من كتاب الحج.
فصل
في ما ينبغي للمسافر حال سفره من الأخلاق
روى ثقة الإسلام في الكافي والصدوق في الفقيه عن صفوان
الجمال عن ابى عبد الله عليهالسلام (1) قال : «كان
ابى يقول : ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال : خلق يخالق به من
صحبه ، وحلم يملك به غضبه ، وورع يحجزه عن محارم الله عزوجل».
وروى في الكافي في الصحيح عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليهالسلام (2) قال : «ما
يعبأ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي الله ،
وحلم يملك به غضبه ، وحسن الصحابة لمن صحبه».
وروى في الكافي في الصحيح عن معاوية بن عمار (3) قال : «قال
أبو عبد الله عليهالسلام : وطن نفسك
على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك ، وكف لسانك واكظم غيظك وأقل لغوك وتفرش
عفوك وتسخر نفسك».
وروى الشيخان المتقدمان بسنديهما عن حماد بن عيسى عن ابي
عبد الله عليهالسلام (4) قال : «قال
لقمان لابنه : يا بني إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم ، وأكثر
التبسم في وجوههم ، وكن كريما على زادك بينهم وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك
فأعنهم. واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو ماء أو
زاد. وإذا استشهدوك على
__________________
(1 و 2 و 3) الوسائل الباب 2 من أحكام
العشرة.
(4) الروضة ص 348 والفقيه ج 2 ص 194 ،
وفي الوسائل الباب 52 من آداب السفر.
الحق فاشهد لهم. واجهد رأيك لهم إذا
استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام
وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك ، فان من لم يمحض النصيحة لمن
استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة. وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ،
وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم. واسمع لمن هو
أكبر منك سنا. وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا فقل «نعم» ولا تقل «لا» فان «لا» عي
ولؤم. وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا ، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا. وإذا
رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه ، فان الشخص الواحد في الفلاة
مريب لعله يكون عين اللصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم ، واحذروا الشخصين أيضا
إلا ان تروا ما لا أرى ، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه ، والشاهد
يرى ما لا يرى الغائب. يا بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء صلها واسترح
منها فإنها دين. وصل في جماعة ولو على رأس زج. ولا تنامن على دابتك فان ذلك سريع
في دبرها ، وليس ذلك من فعل الحكماء ، إلا ان تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء
المفاصل. وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك فإنها نفسك.
وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا ،
فإذا نزلت فصل ركعتين قبل ان تجلس. وإذا أردت قضاء حاجتك فابعد المذهب في الأرض.
وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها فإن لكل
بقعة أهلا من الملائكة. وان استطعت ان لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتصدق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله (عزوجل) ما دمت راكبا ، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا
، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا. وإياك والسير من أول الليل وسر في آخره. وإياك ورفع
الصوت في مسيرك».